أشعُر بالفراغ يحوطني بقبضته غيرُ المرئية , أسواره العالية تحجُب كل شيء , لا أقول أنّي مُكتئب أو حزين 
كل ما حولي يدعو أي بشريٍّ للفرح فما بالي فارغٌ ككوبٍ أُهريق ما به ؟! 
كتبٌ على الرفوف قرأت مُعظمها تنساب في تؤدةٍ خارج أسوار ذاكرتي , أذهب للعمل فأنسى أنّي داخل ذاك السجن المعنوي 
وأعودُ إلى غرفتي أضع رأسي على الوسادة فلا أجدُ سبيلاً لذكرياتي ...تسربلت الذكرى من ثنايا الذاكرة 
لا شوقُ لحبيبٍ ولا نشوةٌ تُثير غبار القلب 
غابت ذكرياتي كشمسٍ وراء تلّ , ما تزال آشعتها تحاول الوصول إلي عبر الستائر والشباك الخشبي ! 
الدفء غادر قلبي , فهل المُغادر قد يعود ؟! 
في الصباح تذهبُ الأفكار وينتهي الصمتُ الذي أرهق الجفون 
وفي الليلِ يُعزيني الحنين كطائرٍ فقد عُشُه فأخذ يُغرِد فوق غُصنه المكسور ! 
هذا اليوم قررتُ أن أقتل الفراغ 
فتوجهتُ للمطبخ وأمسكتُ السكين ووجهتها لقلبي 
بينما أقول لنفسي : كانوا هُنا ورحلوا ...تركوني كيهوذا حينما غَدَر بالمسيح 
تركوني لأنهار الفوضى ...وضجيج الصمت 
أغرزها برفقٍ وأسمعها تحتك بالضلوع لا أشعُر بشيء 
لا نزيف ولا شيء 
ثقبٌ أسود ينضم للفراغ 
رباه !!
هل لهذا الفراغ أن ينتهي ؟!
هل لهذا الثُقب أن يندمل ؟!